“اقتلوا الشيشانيين وامسحوا الأدلة”!

A young woman takes a picture of destroyed Russian tanks covered with snow following fresh snow fall at the open air exhibition in the Ukrainian capital Kyiv on December 12, 2022. (Photo by Sergei SUPINSKY / AFP)

نشرت صحيفة “الصاندي التايمز” البريطانية، في ملحقها الأسبوعي، مذكرات ضابط في فرقة الـ “سبيتناز” وهي وحدة النخبة في القوات الخاصة الروسية، وهي التي كانت مسؤولة عن عمليات “زاتشيستكا”، والتي تعني بالروسية عمليات “الكنس”، والتي استهدفت الذكور الشيشانيين الذين تبلغ أعمارهم ما بين 16 و60، ما بعد اندلاع الحرب الشيشانية-الروسية الثانية. عمليات الجيش الروسي، ومنها وحداتها الخاصة بقيت دوماً مصدر انتقاد من قبل ناشطي حقوق الإنسان في العالم.

مذكرات ضابط الوحدة الخاصة التي نشرتها الصحيفة البريطانية، بعد أن سلمها الضابط لمراسل الصحيفة مارك فرانشيتي، الذي شطب أسماء الأعلام، والأماكن، والتواريخ، وأي شيء قد يدل على شخصية الضابط، تكتسب أهمية خاصة، فهو يتحدث من الداخل إذ تم إرساله عشرين مرة في عمليات خاصة إلى الشيشان ما بين 2001 و2005.

وأورد الضابط ثلاث قصص هنا، تظهر ما الذي حدث في الشيشان خلال الحرب الشيشانية-الروسية الثانية. الأولى، يقول الضابط فيها: “أرسلنا لاسترداد مدفع رشاش ثقيل، كان قد تركه خلفه أحد الشيشانيين، الذي اعتقلناه، خلال تبادل لاطلاق النار. لم نتمكن من العثور عليه، غضبت وضربته، فجثا على ركبتيه وبكى، قائلاً بأنه لا يستطيع التذكر أين أسقط سلاحه. لقد ربطناه بمدرعة متحركة بحبل وسحلناه في المنطقة”.

وأما القصة الثانية فيقول فيها الضابط إنهم بعد أن قتلوا شيشانياً في عملية عسكرية “جاءنا أمر الرابعة والنصف صباحاً، أن “نطحن” جثة الشيشاني، لتفادي إبقاء أية أدلة. لقد لففناه بورق السيلوفان واقتدناه إلى منطقة وعرة وألقيناه في حفرة مليئة بالطين ثم وضعت كيلوغرام من مادة الـ “تي ان تي” على وجهه، وآخر بين ساقيه، وسرت بعيداً، وأوصلت الصاعق ليتبع ذلك انفجار كبير. علقت رائحة الجثة في الهواء لكن لم تكن هناك أي بقعة دم. لم أشعر بأية مشاعر حينها. هذه هي الطريقة التي يصبح الناس بها في عداد المفقودين”.

وأما القصة الثالثة، تتعلق بالنساء الانتحاريات في الشيشان، ولكنها في النهاية تصب في خانة الأفعال التي كانت وحدة النخبة في القوات الخاصة الروسية مسؤولة عنها. يقول الضابط: “توصلت أجهزة الاستخبارات إلى معلومات عن مجموعة من الانتحاريات. واعتقلنا ثلاث نساء، وإحداهن كانت في الأربعينيات من عمرها، والأخريان كانتا صغيرتين، احداهما بالكاد بلغت الـ 15. وكنّ مخدرات، وبقين يتبسمن لنا. تم استجواب الثلاث مرة أخرى في مقرنا الرئيسي. كل النساء الثلاث تم اعدامهن، وتم تفجير أجسادهن للتخلص من الأدلة. أي أنهن في نهاية المطاف حصلن على ما رغبن في تحقيقه”.

الإشكالية الأساسية في صراع ممتد عبر مئات السنين، كحال الصراع الشيشاني-الروسي، تكمن في أن الانتهاكات الشبيهة تغذي مثل هذا الصراع، ولا ريب أن فترات السلام، كما توصف تبقى مراحل تمهيدية لفصول جديدة من الصراع.

Exit mobile version