أحمد زكاييف: ممثل التيار القومي الشيشاني

أحمد زكاييف، شأنه شأن معظم قيادات الحركة الانفصالية الاستقلالية الشيشانية التي بدأت منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي، من مواليد المنفى كزاخستان عام 1959، حين نفى الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، الشيشانيين، وشعوب أخرى بتهمة التعاون مع ألمانيا النازية عام 1944 إلى كزاخستان وسيبيريا.

زكاييف مسرحي سابق بالمهنة، وهو يعد من قيادات الحركة القومية الشيشانية.

ميدانياً شغل منص القائد الميداني للجبهة الجنوب غربية خلال الحرب الروسية الشيشانية الأولى ما بين 1994 و1997، وعين وزيراً للثقافة الشيشانية ثم رئيساً للحكومة في عهد الرئيس جوهر دوداييف (1944-1996)، وأيضاً في عهد الرئيس أصلان مسخادوف (1951-2005).

وكان عضو الوفد المفاوض مع روسيا عام 1997 وهي المفاوضات التي أدت إلى اتفاقية بين الطرفين تنسحب بموجبها القوات الروسية من الشيشان، وأن يترك مسألة تقرير المصير للشيشان لما بعد سنوات خمسة وفق استفتاء عام.

ولكن الحرب الروسية الشيشانية الثانية اندلعت عام 1999 على إثر دخول مسلحين شيشانيين إلى قرى داغستانية مجاورة وعادت القوات الروسية إلى الشيشان مرة أخرى ودخل الطرفان في حرب ما زالت تراوح مكانها إلى اليوم.

لجأ زكاييف إلى بريطانيا عام 2000، وحصل على حق اللجوء السياسي عام 2003.

وتعده موسكو “إرهابياً” وتطالب بتسلمه من الحكومة البريطانية وتعد قضيته من القضايا الإشكالية التي تؤزم العلاقات بين موسكو ولندن.

وأصدرت روسيا مذكرة اعتقال دولية بشأن زكييف، وبموجب هذه المذكرة تم اعتقاله في بولندا في 17 سبتمبر/ أيلول 2010.

وقد تراجعت العمليات القتالية في الشيشان، وتم تأسيس حكومة شيشانية موالية لروسيا بقيادة رمضان قاديروف، نجل مفتي الشيشان السابق أحمد قاديروف الذي قتل في تفجير عام 2003 الذي كان في الحركة الانفصالية الشيشانية وانتقل للجانب الروسي بعد اندلاع حرب عام 1999.

منذاك، وبعد مقتل قيادات المسلحين الشيشانيين، وسيطرة القوات الروسية على الشيشان، انتقل المسلحون للجمهوريات المجاورة في شمال القوقاز، وباتت كل من أنجوشييا، وداغستان، وقبردين-بلكار، مسرحاً لعنف متصاعد يومياً.

حالياً هناك تياران يمثلان الحركة المسلحة الشيشانية: “إمارة القوقاز الإسلامية”، والتي تأسست عام 2007 كمظلة للحركات المسلحة في شمال القوقاز، والذي يسعى إلى تأسيس دولة قوقازية واحدة تحت راية إسلامية، وتيار قومي يسعى لإعادة الزخم للصراع في الشيشان.

وقد شهدت ما تسمى بـ “إمارة القوقاز الإسلامية” انقساماً بين التيارين داخل “الإمارة”. وقد أيد زاكاييف الخارجيين على سلطة زعيم الإمارة “دوكو عمروف”.

كان زكاييف قد صرح لـ “بي بي سي” في شهر مارس/آذار 2020 إثر تفجيرات مترو موسكو التي أودت بحياة ما يزيد عن الخمسين شخصاً، أن “الحكومة الحالية في الشيشان هي «حكومة احتلال».

وأكد أيضا أن حكومة جمهورية اتشكيريا -وهي تسمية القوميين للشيشان- هي المعبر الشرعي عن استقلال الشيشان”. واعتتبر أن تياره يسعى إلى حل سلمي مع روسيا عبر المفاوضات.

يذكر أن التيار “السلفي-الجهادي” سواء في شمال القوقاز أم في الخارج، ينتقد زاكاييف لعدم دعمه لـ “إمارة القوقاز الإسلامية”، حتى أن بعض منشوراته تعده “مرتداً”.

Exit mobile version