لم تشهد سياسات روسيا في التعامل مع الجماعات المسلحة في شمال القوقاز تغييرا، كما أن الجيل الجديد من مسلحي شمال القوقاز غير معروف لأجهزتها الأمنية، وهو ما يشير إلى أن هذه المنطقة أقرب إلى التصعيد والاشتعال منها إلى التهدئة والاستقرار.
غابت منطقة شمال القوقاز عن تغطية الصحافة والإعلام العربي والغربي عموما، منذ أعلنت روسيا انتهاء العمليات العسكرية في الشيشان عامي 2005 و2006. ولكنها ما تلبث أن تعود إلى واجهة التغطية الإعلامية عندما تقع حوادث كبرى، كتفجير مترو الأنفاق في موسكو (مارس/آذار 2010)، أو تفجيرات أوسيتيا (سبتمبر/أيلول 2010)، أو تفجير مطار دوموديدوفو (يناير/كانون الثاني 2011)، مع الإشارة إلى أنها كلها كانت “عمليات انتحارية”.
غير أن واقع الأمر يقول إن شمال القوقاز ومنذ سنين عدة بات يشهد عنفا متزايدا وبمعدل يومي، ويشمل جمهوريات الإقليم كافة تقريبا، ولم يعد العنف محصورا بالشيشان، التي شهدت حربين واسعتين في العقدين الماضيين، في تأكيد على أن هذا الإقليم ما زال الخاصرة الرخوة للدولة الروسية.
وتسعى هذه المقالة إلى تقديم رؤية عامة لتطورات الأوضاع الأمنية في شمال القوقاز وحال الجماعات المسلحة فيه، وتحديدا المظلة العامة لتلك الجماعات “إمارة القوقاز الإسلامية”.
خلفية عامة
القوميون في مواجهة الجهاديين
السلفيون الجهاديون
المنظرون الجدد
خلاصة
“ مرت علاقة التيار السلفي الجهادي بالشيشان بأطوار عدة، ويبدو أنها تشهد حاليا أحد فصولها الجديدة، من خلال محاولة ربط الإمارة بالجهاد العالمي من ناحية، ومن خلال محاولة حث الأفراد للانتقال إلى شمال القوقاز. “ |
إن التمييز بين التيارات الناشطة في شمال القوقاز والشيشان يعد أمرا أساسيا لوضع تطور الأحداث في المنطقة في سياقه الصحيح. ويجتمع أبرزها تحت “إمارة القوقاز الإسلامية” التي أعلن تأسيسها في أكتوبر/تشرين الأول 2007، كمظلة تنشط من خلالها المجموعات المحلية المسلحة في إقليم شمال القوقاز ككل، وتقوم على أساس دولة إسلامية هناك.
وقد انضوت تحت “إمارة القوقاز الإسلامية” فصائل ومجموعات مسلحة مختلفة من جمهوريات شمال القوقاز، واللافت أنها برزت بعد الإعلان عن تراجع العنف في الشيشان، حيث شهدت تلك الجمهوريات تصاعدا في الجماعات المسلحة والحوادث العنيفة، بينما أصبحت العمليات العسكرية في الشيشان محصورة بحرب عصابات محدودة، بسبب انتقال المقاتلين إلى الجبال وإلى دول الجوار بعد أن شهدت حربين ضاريتين، الأولى بين 1994 و1997، والثانية بين 1999-2006، وما زالت بطبيعة الحال أحداث العنف تبرز بين الفينة والأخرى هناك.
وما أن استتب الأمر في الشيشان لصالح الحكومة الموالية لروسيا بقيادة رمضان قديروف، وتراجع في المقابل دور السلفيين الجهاديين في الشيشان، حتى أسس القيادي الميداني الشيشاني شميل باساييف الذي كان متحالفا مع السلفيين الجهاديين، لفكرة “إمارة شمال القوقاز” التي باتت تعبيرا عن تحول الحركة من حركة شيشانية إلى شمال قوقازية. وورث فكرة باسييف هذه دوكو عمروف المولود عام 1964، الذي يحمل درجة الهندسة من جامعة النفط في غروزني، وهو واحد من عدد قليل ممن تبقوا من قادة الحركة الشيشانية الاستقلالية الانفصالية التي بدأت في العام 1991، وكان أول من أعلن عن تأسيس الإمارة المذكورة.
شهد الأسبوع الأخير من يوليو/تموز 2010 ومطلع أغسطس/آب أحداثا درامية وغامضة في أوساط “إمارة القوقاز الإسلامية”، فقد أصدر زعيم الجماعة القائد الميداني الشيشاني دوكو عمروف شريطا مصورا أعلن فيه عن استقالته من الإمارة لأسباب صحية وعن تعيين القيادي الشيشاني أصلان بك فادلوف أميرا للجماعة المسلحة، ودعا قيادات المجموعات المسلحة المنضوية تحت الإمارة في جمهوريات شمال القوقاز إلى تقديم البيعة للقائد الجديد.
لقي الإعلان ترحيبا من التيار القومي “المعتدل” في الحركة الاستقلالية الشيشانية، ممثلة برئيس وزراء جمهورية الشيشان أتشكيريا (كما يسمي هذا التيار جمهورية الشيشان) اللاجئ السياسي في لندن أحمد زاكاييف. ولكن ما أن انقضى يومان حتى ظهر عمروف في شريط جديد نافيا استقالته ومعتبرا أن الشريط السابق “مفبرك”.
في المقابل أيدت قرار عمروف بالعدول عن الاستقالة الجماعات المنضوية تحت راية الإمارة في الجمهوريات المجاورة، خاصة الجماعات المسلحة، كداغستان وأنغوشيا وقبردين بلكار، ودعت إلى معاقبة “الخارجين عن طاعته”، في إشارة إلى فادلوف ورفاقه الذين كانوا قد أصدروا بيانا يعبرون فيه عن خروجهم عن طاعة عمروف وانسحابهم من جماعته لتراجعه عن تسليم الإمارة لفادلوف.
هذه الأحداث عبرت عن أن هناك خلافا حقيقيا داخليا في إمارة القوقاز الإسلامية بين تيار الجهاديين وتيار القوميين الشيشان الذين يسعون إلى إعادة “شيشنة” الصراع في شمال القوقاز أي حصره بالشيشان، بينما الجهاديون يسعون إلى أقلمته. وهو ما يفسر رفض قيادات الجماعات المسلحة في الجمهوريات المجاورة استقالة عمروف، حيث يقول بعض المحللين إن عمروف معروف بين أوساط الداعمين والممولين في الجمهوريات القوقازية وفي الشرق الأوسط، وهو أكثر ارتباطا ولو اسميا بالجماعات الإسلامية المسلحة في الخارج.
وقد جاء الخلاف بين القوميين والجهاديين بعد أسابيع من وضع عمروف على لائحة المطلوبين الإرهابيين الأميركية، وذلك عشية زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للولايات المتحدة الأميركية، وهو ما قد يكون أعطى رسالة للتيار القومي بأن الإجراء الأميركي سيرتب ضغوطا مضاعفة عليهم، خاصة أن لهم أي القوميين تجربة سابقة مع التوافق الروسي الأميركي، وذلك عندما استخدمت روسيا مقولة “الحرب على الإرهاب” لتبرير حربها الثانية في الشيشان عام 1999، ولاقت زخما بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
ولكن في المقابل، تترافق هذه التطورات مع نشاط للتيار السلفي-الجهادي، في سياق ربط “إمارة القوقاز الإسلامية” بجبهات التيار السلفي-الجهادي في مناطق مختلفة في العالم.
“ التيار الجهادي في شمال القوقاز بات قادرا على إنتاج “جهادييه” المحليين، كما تبدى في منفذي العمليات “الانتحارية” أو زعماء وقيادات من مناطق مختلفة من شمال القوقاز، ولم يعد هؤلاء محصورين بالشيشان كما كان الأمر في الحربين الشيشانيتين. “ |
مرت علاقة التيار السلفي الجهادي بالشيشان بأطوار عدة، ويبدو أنها تشهد حاليا أحد فصولها الجديدة، من خلال محاولة ربط الإمارة بالجهاد العالمي من ناحية، ومن خلال محاولة حث الأفراد للانتقال إلى شمال القوقاز.
وأما الطور الأول لتلك العلاقة فكان في تحرك المقاتلين العرب من أفغانستان أو طاجكستان التي كانت تشهد حربا أهلية في بداية التسعينيات، إلى الشيشان التي كانت تشهد أول إرهاصات نذر الحرب مع روسيا عام 1994. وفي هذه المرحلة انخرط المتطوعون القادمون من “الشرق الأوسط” تحت راية الحركة القومية الاستقلالية برئاسة جوهر دوداييف، ولم يكن لهم آنذاك وجود مستقل.
وفي المرحلة الثانية بعد مقتل دوداييف وانتصار الشيشانيين في الحرب وتوقيع روسيا معاهدة للسلام، برز تحالف بين التيار القومي الشيشاني المتشدد والإسلاميين، وبرزت نزعة نحو أسلمة الدولة، وبدأ نفوذ السلفيين-الجهاديين يتزايد حتى اكتسب ذروته مع اندلاع الحرب الشيشانية الروسية الثانية عام 1999. ومنذ ذلك الحين انتهجت روسيا بقيادة رئيسها الجديد آنذاك فلاديمير بوتين سياسة استهداف قيادات المجموعات المسلحة وتنفيذ عمليات واسعة تستهدف الشبان، وارتبطت بانتهاكات لحقوق الإنسان وفقا للعديد من التقارير الدولية. والأهم أنه استخدم شعار “محاربة الإرهاب”، الذي أبرز صمتا غربيا، خاصة في الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تشهد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
بسبب الحملة الروسية العسكرية والاختلافات في الأجندة مع الحركة القومية الشيشانية، تراجع التيار السلفي الجهادي في الشيشان، خاصة أن ذلك ترافق مع اغتيال قيادات التيار في الشيشان، مثل “خطاب”، وأبو الوليد الغامدي، وأبو عمر السيف*، وأبو حفص الأردني، وغيرهم، ومنذ ذلك الوقت تراجعت الحركة القومية والإسلامية في الشيشان، ولكن التحالف بين الطرفين كان قد طرح فكرة “توحيد شمال القوقاز الإسلامي”.
وأما فيما يتعلق بالتيار السلفي الجهادي العام في هذا السياق، فقد برزت مؤخرا مؤشرات عدة وكتابات ورسائل بأن أفراده ما زالوا مهتمين بشمال القوقاز، ويأتي هذا الاهتمام اتساقا مع إستراتيجية التيار السلفي الجهادي الجديدة التي تقوم على البحث عن ملاذات آمنة، وهو ما يمكن ملاحظته مع انتشار ظاهرة تبني الجماعات المحلية للأيديولوجيا السلفية الجهادية في مناطق مختلفة من العالم، مثل حالة طالبان-باكستان، أو الجماعات البنجابية والكشميرية أو في حالة الصومال واليمن، وغيرها.
وعلى ذلك فإن التيار الجهادي في شمال القوقاز بات قادرا على إنتاج “جهادييه” المحليين، كما تبدى في منفذي العمليات “الانتحارية” أو زعماء وقيادات من مناطق مختلفة من شمال القوقاز، ولم يعد هؤلاء محصورين بالشيشان كما كان الأمر في الحربين الشيشانيتين.
ورغم أن المظالم المحلية ما زالت في شمال القوقاز العامل الأساسي في نشاط تلك المجموعات وفي استقطاب شبان جدد، لوحظ في هذا السياق أن العديد من المنتديات الجهادية باتت تفرد مساحات أوسع لأخبار شمال القوقاز وقيادات المجموعات المسلحة، حتى إن مواقع جهادية، ولعل أشهرها موقع المنظر الأيديولوجي للسلفيين الجهاديين أبو محمد المقدسي، منبر الجهاد والتوحيد، أفردت صفحات لترجمة المقالات والأدبيات الجهادية للغة الروسية، ما يؤشر على الاهتمام المتزايد للسلفيين الجهاديين بالمنطقة.
وعلى مستوى آخر، برز نوع من الارتباطات لدى التيار الجهادي داخل “إمارة القوقاز الإسلامية” بالحركة السلفية-الجهادية على مستوى الفتوى، ويبدو أن ذلك مرده أن التيار الجهادي العالمي لا يزال ينظر للمنطقة كمنطقة حيوية بشكل أساسي.
وأبدى كل من المنظر السلفي-الجهادي المعروف أبو محمد المقدسي، وأبو بصير الطرطوسي رأيهما في مسألة “عدم الالتزام ببيعة دوكو عمروف من قبل بعض القادة الميدانيين”. ويبدو أن هذا يأتي في سياق الرد على التطورات والانشقاقات داخل الإمارة، فقد خلص إلى القول: “وما نعرفه عن الأمير أبي عثمان عمر دوكو هو كل خير، ولا زال القضاة الشرعيون في الإمارة يثنون على رجوعه لرأي العلماء ومشاورته واستفتائه لهم، وفي عهده أعلنت إمارة القوقاز وألغيت جميع مظاهر الجاهلية، والأخوة في القوقاز قد اجتمعوا عليه والتأم شملهم به ومضى الجهاد منذ مدة وهو تحت قيادته، وحسب روايات الثقات من إخواننا المطلعين على أحوال المجاهدين في القوقاز لم يبدر من الأمير أبي عثمان مخالفة تبيح منازعته وخلعه والخروج عليه، فينبغي على من كان حريصا على سمعة الجهاد ومصلحته طاعته وإعانته على رص الصفوف وتسيير الجهاد، وإقراره على منصبه وعدم المبادرة إلى مخالفته أو المطالبة بتغييره دون مبرر شرعي يقره مجلس الشورى، أما أن يطالب بذلك آحاد المجاهدين أو بعضهم دون مبرر شرعي معتبر فهذا سيسقط هيبة الإمارة وسيجرئ على منازعة الأمراء المرة تلو المرة، وسيعمل ذلك على شق صف المجاهدين وإدخال النزاع بينهم وبث الوهن والفشل في صفوفهم”.
وأما الطرطوسي فقد زكى عمروف أيضا وقال: “المجاهدون بقيادة الأمير دكو أماروف هم الولاة الشرعيون للبلاد والعباد، فعلى الناس أن يدخلوا في طاعتهم وموالاتهم، وعلى أمراء الجهاد بالمقابل أن ينظروا في مصالح العباد ويحسنوا رعايتها.. وأن يكونوا أقرب إلى الناس وأرحم بهم وأغير على مصالحهم من العدو وعملائه”.
هذا التوجه يذكر بالتحول في الحركة السلفية الجهادية وفقا لتقسيم الباحث النرويجي “توماس هاجهامر” في كتابه الجديد “الجهاد في السعودية”، حين يفرق بين “الجهاد الكلاسيكي” الذي تمثل بأفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي ولاحقا في البوسنة ومن ثم في الشيشان، حيث خرج الجهاديون باعتبار أن أرضا إسلامية محتلة، وبين “الجهاد العالمي” ضد الغرب ما بعد 11 سبتمبر/أيلول.
ورغم النقاش الذي يثيره تقسيم هاجهامر، فإنه في حالة الشيشان يبدو هذا التقسيم متحققا، فالمقاتلون العرب الذين مثلوا الحركة السلفية الجهادية في الشيشان في الحربين الأولى والثانية بين 1995 و1999 قد ارتبطوا بالمشايخ السلفيين من أمثال الشيخ محمد بن صالح العثيمين وغيره عبر منظرهم أبو عمر السيف.
إلى ذلك يلاحظ أن دائرة التوجه الأيديولوجي لما يمكن أن يوصف بالخط السلفي الجهادي في منطقة شمال القوقاز بات أكثر تواصلا مع شيوخ الحركة عموما، وهو ما قد يؤدي إلى تحولات أيديولوجية في منطقة كانت الحركات القومية -وإن حضر الدين فيها دوما مكونا للهوية القومية- والمظالم المحلية العامل الأساسي في توليد الحركات المسلحة.
“ من الملاحظ أن الجيل الجديد من المسلحين في شمال القوقاز غير معروف للأجهزة الأمنية الروسية، وهو ما يشير إلى أن منطقة شمال القوقاز، ووفقا لمعظم السيناريوات، أقرب إلى التصعيد والاشتعال منها إلى التهدئة والاستقرار. “ |
على ما سبق، فإن الانقسام الجهادي-القومي في “الإمارة” يضيف معطى جديدا لتطورات الأوضاع في شمال القوقاز، فعلى العكس من الانقسامات لدى الجماعات المسلحة، حيث تؤدي إلى إضعافها، فإن إمارة القوقاز الإسلامية بشقيها القومي الشيشاني والجهادي، استطاع تنفيذ عمليات أحرجت السلطات الروسية والسلطات المحلية الموالية لروسيا.
ولعل الهجوم الذي نفذه التيار القومي على بلدة قاديروف ومبنى البرلمان الشيشاني بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول 2010 دللت على قدرات هذا التيار. وفي المقابل فإن التيار الجهادي نفذ أيضا عمليات كبرى (المترو والمطار)، إضافة إلى العمليات اليومية، مما يدلل على قدراته أيضا.
وفي المحصلة فإن نسبة العمليات العسكرية ضد الروس في ازدياد، وهو ما تشير إليه أرقام السلطات الروسية التي تقول إن الهجمات قد تزايدت في شمال القوقاز بمقدار الثلث في العام 2009 عما كانت عليه في العام 2008.
وتشير التقارير، رغم أن البيانات لم تتوفر عن العام 2010، إلى أن هذا الأخير سيسجل النسبة العليا للهجمات في السنوات الأخيرة.
وأيضا وفقا للتصريحات الروسية فقد كانت هناك، كما رصدت مؤسسة “جيمستاون” الأميركية، أربع هجمات زائدة وصفتها السلطات الروسية بالإرهابية بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2010، عما كانت عليه في العام 2009 لنفس الفترة، وسجلت بمجموعها ما نحوه 37 هجوما.
كما أن التقرير السنوي الذي يعده “مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية” في واشنطن حول العنف في شمال القوقاز يؤكد تزايد الهجمات في العام 2009 مقارنة بالعام 2008، ولكن التقرير نفسه، وفي تحديثه حتى أكتوبر/تشرين الأول 2010، أدرك تزايدا ملحوظا في عدد الهجمات.
وبما أن سياسات روسيا في التعامل مع الجماعات المسلحة في منطقة شمال القوقاز لم تتغير أو تتميز، كما أشارت مجلة التايم الأميركية في عدد منتصف أغسطس/آب 2010، فإنها خلقت حالة من الاغتراب لدى أبناء تلك الجمهوريات، مما زاد من صعوبة عمل الأجهزة الأمنية الروسية في المنطقة. ومن الملاحظ أن الجيل الجديد من المسلحين في شمال القوقاز غير معروف للأجهزة الأمنية الروسية، وهو ما يشير إلى أن منطقة شمال القوقاز، ووفقا لمعظم السيناريوات، أقرب إلى التصعيد والاشتعال منها إلى التهدئة والاستقرار.
_______________
محلل متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية-لندن
هامش
* الثلاثة من الوجوه السعودية البارزة التي قاتلت إلى جانب الشيشانيين ضد الروس، وهم على التوالي:
– خطاب، وهو سامر بن صالح بن عبد الله السويلم، وأحد المؤسسين لظاهرة “المجاهدين العرب” في الشيشان، كان يوصف بقائد المقاتلين العرب في الشيشان، قتل مسموما عام 2002.
– أبو الوليد الغامدي، هو عبد العزيز الغامدي، خلف خطاب عام 2002 في زعامة المقاتلين العرب في الشيشان، وقتل فيها في أبريل/نيسان 2004.
– أبو عمر السيف، هو الشيخ محمد بن عبد الله بن سيف الجابر البوعينين التميمي، من تلامذة الشيخ ابن عثيمين وكان يوصف بالفقيه الشرعي للمقاتلين العرب في الشيشان، قتل على يد الروس في داغستان في ديسمبر/كانون الأول 2005.