عمر الشيشاني قائد “جيش المهاجرين والأنصار” يعد أحد أبرز قادة المقاتلين الشيشانيين في سوريا الذين قدموا من وادي بانكيسي شمال شرقي جورجيا.
ذهبت بي بي سي إلى وادي بانكيسي، وسألت من عرفوا عمر الشيشاني.
يقول عبدالله الشيشاني، وهو اسم حركي لأحد سكان الوادي، إنه يعرف عمر، كما يعرف أبناء الوادي بحكم صغر مساحته – حيث لا يتجاوز عدد سكانه الخمسة عشر ألفا. ويصفه عبدالله بأنه “شخص جيد”.
أيوب بورتشاشفيلي، إمام مسجد في قرية جوقل، إحدى قرى الوادي، يقول إنه: “إنسان متزن، ونبيل، وأنا أحبه كثيراً. لقد خرج وعمر ومن معه في سبيل الله إلى سوريا لنصرة المظلومين هناك، وحماية حقوقهم”.
وقد علمت بي بي سي أن عمر الشيشاني، سبق أن خدم في الجيش الجورجي منذ عام 2006، لا بل سجن أيضاً بعد خدمته تلك.
وتحدثت بي بي سي مع أحد الذين خدموا مع الشيشاني وقال إنه “كان شاباَ متزناَ، وعاقلاً، يقدر كل من أمامه، ولم يكن في شخصيته ما يشي بأنه متطرف أو ما شابه”.
وتشير تقارير بأنه عين من قبل “الدولة الإسلامية في العراق والشام” قائداً للقطاع الشمالي.
ولكن مصادر في سوريا قالت إنه يعد بيعته لـ “الدولة” “بيعة قتال لا بيعة إمارة”، أي أنه يتوحد معهم بحكم العدو المشترك.
وقد أجرت مجلة الكترونية سورية، مقربة من “الدولة” مقابلة مع الشيشاني، أقر فيها بارتباطه بـ “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
ولم يشر أحد مم عرف الشيشاني إلى دخوله مرحلة التدين ولكن علاقته بالجيش الجورجي قد تكون لعبت دوراً في ذلك.
استطاعت بي بي سي الاطلاع على ملف عمر أو طرخان باتيرشفيلي، و هو اسمه الأصلي، لدى وزارة الدفاع الجورجية عبر وسيط، فضل عدم الافصاح عن هويته.
ظروف صحية
يقول الملف إن طرخان ولد في العام 1986 في قرية بيركياني في وادي بانكيسي. خدم في الجيش الخدمة الاجبارية بين عامي 2006 و2007. وبعد أن أنهى خدمته في أبخازيا المتنازع عليها بين روسيا وجورجيا، وقع بدايات عام 2008 عقداً لينضم إلى الجيش الجورجي في كتيبة الرماة.
ويقول الملف إن طرخان شارك في المعارك مع الجيش الجورجي ضد روسيا خلال حرب عام 2008، ورقي إلى رتبة رقيب على إثرها، ولكنه لم تتم مكافأته، حسب الملف، بل أنه ولظروفه الصحية، حيث أصيب بمرض السل في عام 2010، وسرح من الخدمة لذلك في يونيو/ حزيران من العام ذاته.
في سبتمبر/ ايلول 2010 سجن طرخان بتهمة شراء وتخزين السلاح. وحكم بثلاث سنوات، ولكن أطلق سراحه لتدهور حالته الصحية، قبل انهاء مدة حكمه.
ويقول بعض من عرفوه بأنه سافر بعدها إلى تركيا، ومنها دخل إلي سوريا التي كانت قد بدأت تشهد صراعاً مسلحاً وقد ساعدت خبراته العسكرية بتوليه الموقع القيادي لدى بعض المجموعات المسلحة في سوريا.