الفرنسي من اصول جزائرية محمد مراح، والبالغ من العمر 24 عاماً، هو المتهم الرئيسي في تنفيذ سلسلة من اعمال القتل في مدينة تولوز جنوبي فرنسا.
وقد أودت سبع عمليات قتل يشتبه بأن مراح قد نفذها بحياة ثلاثة اطفال يهود وحاخام إضافة إلى ثلاثة عسكريين مظليين فرنسيين.
المصادر الرسمية الفرنسية تقول أن مراح يعد نفسه عضوا في تنظيم القاعدة العالمي، وأنه “يريد الثأر للاطفال الفلسطينيين والانتقام من الجيش الفرنسي لتدخلاته في الخارج”.
كحكاية معظم الجهاديين في أوروبا، فإن رحلة مراح الجهادية تبدأ من أماكن ينشط فيها تنظيم القاعدة والتيار السلفي-الجهادي، وإن كان بعض الغموض يشوبها.
كثير من الجهاديين الأوروبيين تدربوا في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، ولعل أشهرهم صديق خان المدبر الرئيسي لتفجيرات السابع من يوليو/ تموز عام 2005 في العاصمة البريطانية لندن، والتي استهدفت وسائل الموصلات العامة، وأودت بحياة ما يزيد على الخمسين شخصاً.
تقول فرنسا رسميا إن “الرجل اقام في افغانستان وباكستان وانه على اتصال باشخاص ينتمون الى التيار السلفي والجهادي”.
وسبق ان اعتقل مراح في قندهار التي تعد معقل حركة طالبان في افغانستان.
“عائدون من الجهاد”
وتشير التقارير إلى أن مراح فر مع معتقلين آخريين من سجنه في قندهار في اطار عملية فرار كبيرة.
ولكن التقارير ما زالت متضاربة عما اذا كان مراح قد كان مسجوناً عام 2008 أم عام 2011 حيث جرى هروبين كبيرين من سجن قندهار.
الا أن مصادر أشارت إلى أنه اعتقل هناك نهاية عام 2010، على تهم لا ترتبط بـ “نشاطات جهادية”.
ولكن غلام فاروق مدير سجن قندهار قال لـ بي بي سي إن مراح هرب من السجن عام 2008.
وقالت صحيفة لوبوان إن مراح كان قد تقدم عام 2010 بطلب للانضمام للقوات المسلحة الفرنسية الا أن طلبه رفض.
وقد بدأ مراح يتبنى فكرة العنف والتشدد اثناء فترة قصيرة من السجن في فرنسا، وفقاً لتقارير فرنسية.
ويعد مراح من العائدين من مناطق القتال المضطربة كالمناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
ويذكر أن عشرات من الإسلاميين الأوربيين، ومعظمهم من ذوي الأصول الشرق أوسطية، انجذبوا لخطاب التيار السلفي-الجهادي، وشاركوا في القتال ضد القوات الأجنبية خاصة في أفغانستان والعراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
“فرسان العزة”
قناة بي اف ام التلفزيونية الاخبارية BFM TV ربطت بين مراح وبين جمعية تعرف باسم “فرسان العزة”، كانت السلطات الفرنسية قد حلتها في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقد تأسست جمعية “فرسان العزة” عام 2010 من قبل شبان إسلاميين.
وبررت الداخلية الفرنسية قرار الحل آنذاك بتبني الجمعية للعنف ودعوتها إلى إقامة خلافة إسلامية في فرنسا، ونشرها أفكارا عنصرية معادية لليهود والغرب.
ونشرت مجموعة بذات الاسم تسجيلاً مرئياً يهدد بالانتقام من تطبيق قانون فرض النقاب في فرنسا.
وهددت الجماعة في تسجيل، نسب إليها، وتداولته منتديات جهادية على الانترنت بـ “قطع رقاب” من “يمس المسلمات” في اشارة إلى سجن المنقبات في فرنسا.
وتشير تقارير أن فرسان العزة نسخة عن حركتي “الشريعة في بريطانيا” و”الشريعة في بلجيكا” المتشددتين.
الا أن مراقبين يعدون الربط بين مراح والجمعية يصب في خانة التوظيف السياسي بين مختلف اطياف السياسة الفرنسية.