شهد اليمن سلسلة من الهجمات الانتحارية، والتي أودت بحياة أكثر من مئة عسكري، كما أن مسلحين متشددين احتجزوا ما يزيد على السبعين جنديا أسروهم في أبين جنوبي اليمن وهددوا بإعدامهم ما لم تفرج السلطات عن معتقلي تنظيم القاعدة.
هذه الهجمات ارتبطت بحركة تعرف باسم “أنصار الشريعة”، والتي تعد ذراعاً جديداً لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.
وكانت الحركة قد هددت مؤخراً بشن سلسلة من الهجمات في البلاد أطلقت عليها عمليات “النهر المتدفق”.
ويذكر أن تنظيم القاعدة يتمتع بنفوذ قوي في عدد من المناطق في اليمن، خاصة بعد أن اندمج أفراد القاعدة اليمنيون مع “السعوديين الجهاديين” عام 2009.
“الربيع العربي”
ارتبط تأسيس حركة “أنصار الشريعة” بالتحركات الشبابية في العالم العربي منذ نهاية عام 2010 حيث أطاحت بعدد من رؤساء دول عربية في تونس، ومصر، وليبيا.
ولم يكن اليمن استثناء حيث دفعت الضغوط الشبابية الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التنازل عن السلطة لصالح نائبه عبده هادي منصور.
شعور تنظيم القاعدة والتيار السلفي-الجهادي، بغياب تأثيره إثر التحولات في الدول العربية، إلى اللجوء إلى استراتجيات جديدة، تقوم على أساس جذب المحليين إلى إيديولوجيتهم.
وكان المنظر الديني للقاعدة في جزيرة العرب، عادل العباب، وفي تسجيل صوتي، نشرته منتديات جهادية في الثاني والعشرين من ابريل/ نيسان عام 2011 يتحدث فيه عن تأسيس “أنصار الشريعة”.
“عمل شعبوي”
وقال العباب أو أبو الزبير، كما يشار إليه في “الأوساط الجهادية”، إن الحركة “أطلقت هذه التسمية لتحبيب الناس بالشريعة في المناطق التي تسيطر عليها القاعدة”.
وتعتمد فكرة الحركة على جذب القبائل، والمحليين في اليمن، إلى إيديولوجية القاعدة أو التيار السلفي-الجهادي عبر “تحويل تحكيم الشريعة من عمل نخبوي إلى عمل شعبوي”، كما يقول العباب.
وبالفعل انخرطت الحركة في تقديم “الخدمات العامة”، ومحاولة حل المشكلات اليومية في اليمن.
وقد استطاعت الحركة استقطاب عدداً من القيادات القبلية، وأشهرهم كان طارق الذهب، من مشايخ قبيلة “قيفة”، والذي نصب “أميرا” على مدينة رداع، مركز مدينة محافظة البيضاء جنوب شرقي العاصمة صنعاء، قبل أن ينسحب منها بعد وساطة قبلية
ودافع طارق الذهب الذي ارتبط بعلاقة مصاهرة بشقيقة أنور العولقي، رجل الدين الأمريكي المولد الذي قُتل في غارة شنَّتها طائرات أمريكية في الثلاثين من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، عن المفاهيم التي تتبناها القاعدة.
وتستعير حركة أنصار الشريعة في المناطق التي تنشط فيها مفاهيم “حكم الشريعة” من حركة طالبان في أفغانستان، ومما يعرف بـ “دولة العراق الإسلامية”، عبر الاعتماد على “مجاهدين قدامى ممن كانوا هناك”.