يأتي اعلان احدى القنوات التلفزيونية الحكومية الروسية عن احباط أجهزة الأمن الروسية والاوكرانية مخططا يهدف لاغتيال رئيس الوزراء الروسي – والمرشح الاقوى للرئاسة – فلاديمير بوتين، في سياق التحضير للانتخابات الرئاسية الروسية في الرابع من مارس / آذار المقبل.
وجاء في الاعلان ان المشاركين في المخطط كانوا يعملون لصالح “إمارة القوقاز الإسلامية”.
وقد تأسست “الإمارة” عام 2007 كمظلة للمجموعات المسلحة في شمال القوقاز، بعد هدوء نسبي اتسمت به الشيشان بعد حربين كبيرتين عامي 1995 و1999.
ولم يعد يقتصر نشاط “الإمارة” المسلح على الشيشان.
وتبنى زعيم الإمارة الشيشاني دوكو عمروف العديد من الهجمات ضد روسيا، وكان أخرها عملية انتحارية في كانون الثاني/ يناير 2011 استهدفت مطار دوموديديفو الدولي بالعاصمة موسكو، اسفر عن مقتل 35 شخصا واصابة 100 على الاقل بجروح.
ونفذت إمارة القوقاز الإسلامية نحو 300 هجوما في الاقليم في العام 2010، وفق أرقام نشرتها مراكز دراسات معنية بالمنطقة.
وقالت “القناة الاولى” الروسية، إن المخابرات الاوكرانية قد احاطت نظيرتها الروسية بالامر، وان الاعتقالات تمت في وقت سابق من العام الجاري.
وعرضت القناة “اعترافات” ادلى بها المعتقلان قال فيها احدهم ويدعى آدم اوسماييف إن “هدفنا النهائي كان الذهاب الى موسكو ومحاولة اغتيال بوتين. وكان موعد المحاولة بعد الانتخابات الرئاسية.”
وفيما اكدت الأجهزة الأمنية الأوكرانية لـ بي بي سي أن الاعتقالات تمت في كانون الثاني/ يناير الماضي، إلا أنها لم تؤكد إذا ما كان بوتين بالفعل مستهدفاً.
عملية مفبركة؟
وقال احمد زاكاييف رئيس وزراء ما يعرف بـ “جمهورية الشيشان-اتشكيريا”، والتي تعبر عن الخط المطالب بالانفصال عن روسيا، إن هذا الخبر “مرتبط فقط بالانتخابات ويهدف إلى ابراز بوتين كضحية لزيادة فرص انتخابه”.
ويذكر ان بوتين يواجه حركة شعبية ضده في روسيا تتمثل بمظاهرات تدعو إلى تنحيه عن الحياة السياسية.
ويشير زاكاييف، الذي يعيش في لندن كلاجئ سياسي، أن روسيا اقدمت في عام 1999 إلى تنفيذ عمليات تفجير بنايات سكنية في موسكو لغايات تثبيت بوتين في السلطة، التي كان قد تسلمها للتو، ويقول إن “العملية تتكرر الآن”.
وكان بوتين قد أعلى من دور الأجهزة الأمنية منذ تسلمه للسلطة، وشن حرباً في الشيشان، لاقت انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوق الانسان بسبب الضحايا المدنيين الذين تسببت الحرب بمقتلهم.
ويقول الدبلوماسي السابق، والمحلل السياسي الروسي فيتشيسلاف ماتوزوف إنه على الرغم من جميع الاستنتاجات التي تشير إلى أن محاولة الاغتيال هذه “مفبركة”، الا أن الوقع يشير إلى انها حقيقية.
ويضيف ماتوزوف أن دور بوتين في الشيشان وشمال القوقاز يؤكد على أن العملية كانت تستهدفه.
ويرى ماتوزوف أن زعيم “إمارة القوقاز الإسلامية” دوكو عمروف يقف خلف محاولة الاغتيال هذه.
استهداف المدنيين؟
وكان عمروف، قد دعا اتباعه في بداية شهر شباط/ فبراير الى الكف عن استهداف المدنيين في روسيا، وذلك عقب الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن روسية ضد بوتين.
وقال عمروف في شريط نشر في موقع تابع للمتمردين “اصدرت امرا الى كل المجموعات الخاصة التي تنفذ او تخطط لتنفيذ عمليات خاصة في روسيا ان توقف هذه الهجمات التي قد تؤذي المدنيين المسالمين.”
ولكنه بالمقابل دعا إلى استمرار الهجمات ضد المسؤوليين الرسميين، والجيش الروسي، والحكومات المحلية في اقليم شمال القوقاز.
وقد عد الإعلان تصعيداً للقتال في الاقليم، بغية اعادة المسألة القوقازية في خضم التحضير للانتخابات.
وقد شهدت الحدود الشيشانية الداغستانية قتالاً ضارياً استمر عدة أيام، بعد هذا الاعلان، وقد أودى بحياة نحو نحو عشرين شخصا من أفراد الأمن و7 من المقاتلين، فيما وصف بأنه أسوأ عنف تشهده المنطقة منذ شهور.
وبهذا السياق يبدو أن الانتخابات الروسية القادمة ستشكل مادة أساسية لإعادة العنف في شمال القوقاز إلى واجهة الاحداث في روسيا.